مفاجأة مدوية وغير متوقعة، فجّرها الاتحاد المصري لكرة القدم، بعد إعلانه التعاقد مع مدرب أجنبي رغم كل الاحتمالات في الساعات القليلة الماضية، والتي كانت تشير إلى تعاقد اتحاد الكرة مع مدرب وطني لخلافة حسام البدري الذي تمت إقالته من منصبه في الساعات القليلة الماضية.

وكان آخر الأسماء التي تم ترشيحها لقيادة المنتخب الوطني، الأسطورة حسن شحاتة والذي كان قريبا للغاية من تدريب منتخب مصر قبل أن يقرر أحمد مجاهد رئيس اللجنة الثلاثية التي تدير اتحاد الكرة التعاقد مع مدرب أجنبي.

وأعلن الاتحاد تعاقده رسميا مع البرتغالي كارلوس كيروش الذي سبق وخاض العديد من التجارب مع كبار الأندية الأوروبية سواء مع ريال مدريد أو مانشستر يونايتد حيث عمل مدربا مساعدا للأسطورة أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد الأسبق وتولى تدريب العديد من المنتخبات بالإضافة إلى قيادة ريال مدريد لمدة موسم واحد خلال فترة “الجالاكتيكوس” الأولى.

بداياته

كيروش من مواليد مدينة مابوتو عاصمة دولة موزمبيق عام 1953، ومنعت نشأته الأفريقية مسيرته كلاعب قبل ان يخوض مجال التدريب مباشرةً عقب عودة والديه إلى البرتغال.

أولى تجاربه التدريبية كانت عام 1989 عندما قاد منتخب البرتغال للشباب وفاز معه بكأس العالم للشباب عامي 1989 و1991، وكان يضم فريق البرتغال عدد كبير من نجوم الكرة البرتغالية مثل لويس فيجو وروي كوستا.

وعقب نجاحاته مع فريق الشباب، تولى تدريب المنتخب الأول لكنه فشل في قيادته للصعود لأمم أوروبا 92 ومونديال 94، قبل أن يتم إقالته ويتولى بعد ذلك تدريب سبورتنج لشبونة ويقوده للفوز بكأس البرتغال والسوبر البرتغالي موسم 94-95.

وبعد مشوار مقبول مع سبورتنج لشبونة، خاض اكتر من تجربة مع أندية في الدوري الياباني وفي أمريكا قبل أن يتولى تدريب منتخب الإمارات مع بداية الألفية لكنها كانت تجربة قصيرة للغاية ليرحل بعد فشله في الفوز ببطولة كأس أسيا، وتولى “الرحالة” البرتغالي تدريب منتخب جنوب أفريقيا وتمكن من قيادته للصعود إلى كأس العالم 2002 لكنه استقال قبل انطلاق البطولة بسبب خلافاته مع الاتحاد الجنوب أفريقي.

المحطة الأهم

أهم محطات كيروش كانت مع مانشستر يونايتد عندما عمل مساعدا للسير أليكس فيرجسون موسم 2002-2003، وتمكن من الف وز بلقب الدوري الإنجليزي ثم رحل ليتولى تدريب ريال مدريد الإسباني.

موسم كارثي مع الريال

رغم بداية موسم 2003-2004 بتحقيق الفوز بكأس السوبر الإسباني، إلا أن كيروش قدم موسما كارثيا مع ريال مدريد رغم مشروع فلورنتينو بيريز الضخم والذي جلب نجوم العالم للمرينجي، وضم الفريق لاعبين أمثال لويس فيجو وزين الدين زيدان وونالدو نازاريو وديفيد بيكهام.

كيروش فشل في السيطرة على نجوم ريال مدريد خلال هذا الموسم، ودخل في خلافات مع بيريز الذي اراد الإطاحة بلاعب الوسط كلود ماكيليلي والاعتماد على ديفيد بيكهام وهو ما رفضه المدرب البرتغالي قبل أن ينجح بيريز في فرض رأيه، وكانت نتيجة الخلافات وفشل كيروش في السيطرة على الفريق أن المرينجي حصد المركز الرابع نهاية الموسم.

عودة لليونايتد

عاد كيروش إلى اليونايتد للعمل تحت قيادة السير وفاز معه بالعديد من الألقاب على مدار 4 مواسم، قبل أن يقرر الرحيل ويعود لتدريب المنتخبات، حيث تولى تدريب البرتغال وقاد “برازيل أوروبا” إلى مونديال 2010 لكن الفريق ودع البطولة من دور الـ16.

وعقب رحيله خاض عدة تجارب مع منتخبات في قارة أسيا مثل اليابان وإيران، وكان قريبا من تدريب العراق لكن الخلافات المادية جعلته يترك تدريب “أسود الرافدين” قبل أشهر قليلة.