يحل اليوم الذكرى الثامنة عشر لوفاة أسطورة الكوميديا المصرية والعربية علاء ولي الدين، والذي رحل عن دنيانا في مثل ذلك اليوم من عام 2003، بعد أن أدى صلاة العيد وذهب لكي يخلد للنوم في منزله.

مشوار علاء ولي الدين مع التمثيل لم يكن بتلك السهولة التي يتوقعها البعض، حيث جلس سنوات طويلة يلهث وراء أصغر الفرص من أجل الظهور ككومبارس صامت في السينما المصرية.

بدأ علاء ولي الدين مشواره مع التمثيل مثلما فعل والده الراحل الفنان سمير ولي الدين، من مقهى “بعرة”، وهو أحد أشهر المقاهي التي يجلس عليها الكومبارس والباحثون عن دور في أي عمل درامي.

ويقول علاء ولي الدين، إنه مع نهاية الثمانينيات لم يكن معه نقود، لكن كان لديه عزيمة، فأحضر كمية كبيرة من الورق المقوي وكتب على كل ورقة اسمه ورقم تليفونه، صانعًا لنفسه بذلك “كارتًا” خاصًا به، أملًا في أن يتصل به أحد مخرجي السينما الذين يتوافدون على المقهى، فبدأ بمشهد صامت يمر أمام الكاميرا دون أن ينطق كلمة، واحتسبها خطوة على الطريق الذي أدرك منذ البداية أنه صعب.

وبعد أن تخرج علاء ولي الدين في كلية التجارة ذهب إلى مكان آخر غير “بعرة”، ظنًا أنه طريق آخر سيصل به بسرعة إلى الحلم، وذهب إلى معهد الفنون المسرحية مع صديقه محمد الصاوي، ودخل من الأبواب، لكن سرعان ما فُتح الباب مرة أخرى لكن ليخرج “علاء” بعد أن أعلن الممتحنون أن الفتى البدين لا يصلح وقالوا له “إنت تخين أوي”.

أول موقف جيد في حياة علاء ولي كان من خلال المخرج الكبير نور الدمرداش، والذى قرر مساندة الفتى الضخم في سنواته الأولى ورفع معنوياته بعد طرده من المعهد، من خلاله اصطحابه لفرصة العمل معه كمساعد مخرج.

ويعد الفنان علاء ولي الدين واحدا من أكبر فناني الكوميديا، الذي حقق نجاحا كبيرا لدى الجمهور في أرجاء الوطن العربي كافة؛ إذ ظلوا يشاهدون أفلامه حتى الآن، واشتهر الراحل بملامحه الطفولية، وجسده الممتلئ، وضحكة مميزة، جعلته يحصل على قلوب الجمهور، فدائما كان أسلوبه في الأداء التمثيلي يتميز بالسهل الممتنع، حيث يجسد أدواره بمنتهى التلقائية.

وبعيدا عن الجانب الفني الذي يعرفه الكثيرون، إلا أن الفنان علاء ولي الدين على الجانب الشخصي كان يعرف أنه طيب القلب ومتدين بشكل كبير، ويهتم بالأمور الإنسانية، ويحافظ على علاقته بعائلته وأصدقائه.