لماذا اختار الحزب الديمقراطي الأمريكي “الحمار” شعارًا له؟

يعتبر الحزبان الجمهوري والديمقراطي هما الأكبر في الولايات المتحدة واللذان يتنافسان على السلطة في الولايات المتحدة ليس فقط على السلطة التنفيذية وإنما التشريعية أيضًا.

ومن بين ما يلفت النظر في هذان الحزبان هما الرمزان اللذان يعبران عن كليهما حيث اتخذ الحزب الديمقراطي الحمار رمزا له بينما اختار الحزب الجمهوري الفيل رمز له.

الاختيار لم يكن عشوائيا ولكن كل شعار كان ورائه قصة تعود إلى عشرات العقود من تاريخ الحزبين.

ورغم أن الحمار يعرف بأنه رمز لمحدودية القدرات العقلية إلا أن الحزب الديمقراطي اتخذه شعارا وتحول منذ عقود إلى أيقونة سياسية ورمزاً انتخابياً له.

قصة الحمار بدأت مع الحزب الديمقراطي الأمريكي عام 1828 عندما اختار المرشح الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة آنذاك أندرو جاكسون شعار “لنترك الشعب يحكم”.

منافسه الجمهوري سخر منه مطلقاً عليه اسما حركي هو حمار، فرد جاكسون باستخدام صورة هذا الحيوان على ملصقات حملته الانتخابية.

في عام 1870 تحول الحمار إلى رمز سياسي للحزب الديمقراطي عندما قام رسام الكاريكاتير الشهير توماس ناست في 14 يناير من 1870، بنشر رسم كاريكاتيري في مجلة هاربر الأسبوعية، بعنوان الحمار الحي يركل أسداً ميتاً، في إشارة إلى الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

منذ ذلك الوقت أصبح الحمار رمز الديمقراطيين المدلل، حيث يقومون بتنظيم مسابقات لرسم أفضل بورتريه له وأفضل الشعارات السياسية، التي يمكن أن ترافق صورته.

كما تطبع صورته على القمصان والقبعات والنظارات الشمسية وعلاقات المفاتيح وأقداح القهوة، والتي تباع خلال المؤتمرات الانتخابية للحزب.

أما الفيل فقد ظهر كشعار للحزب الجمهوري لأول مرة في دعاية سياسية مساندة لإبراهام لينكولن في الانتخابات، التي فاز بها عام 1860.

تحول الفيل إلى شعار سياسي للجمهوريين عام 1974 بعد رسم كاريكاتيري آخر لناست نشر في مجلة هاربر أيضاً، وكان عبارة عن رسم لحمار يرتدي جلد أسد قبيح تحاول الحيوانات الفرار منه، ومن بينهم الفيل.

كتب على جسد الفيل في هذا الرسم التصويت الجمهوري، في إشارة إلى هروب الأصوات بعيداً عن الحزب الديمقراطي.

استطاع ناست برسمه أن يحول هذا الحيوان إلى شعار حيث تكرر استخدام الفيل في الصحف الأمريكية على يد رسامين آخرين كلما أرادوا الإشارة إلى الحزب الجمهوري.

فيل الجمهوريين يحظى أيضا باهتمام إعلامي بالغ في كل المناسبات السياسية، وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية، حيث يتم تلوينه وتحديد معالمه بدقة ووضوح في اللافتات الإعلانية الخاصة بالدعاية الانتخابية.

أحدث ظهور لهذين الشعارين كان بالطبع خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي كان النصر فيها لـ”الحمار” الديمقراطي على حساب “الفيل” الجمهوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى