قبل ظهور السوشيال ميديا.. هكذا كان “التحفيل” على زواج فاتن حمامة من رجل غير مسلم.. صور نادرة
كانت الفنانة الراحلة فاتن حمامة في خمسينيات القرن الماضي مليء السمع والبصر والنجمة الأولى بلا منازع لذلك كانت محل اهتمام الصحافة الفنية.
في منتصف الخمسينيات فاجئت الفنانة الوسط الصحفي بزواجها من الفنان عمر الشريف بعد قصة حب بدأت منذ أول أفلامهما صراع في الوادي الذي أخرجه يوسف شاهين.
كان هذا الخبر “تريند” بمفهوم السوشيال ميديا في الوقت الراهن وأحدث ضجة كبيرة لثلاثة أسباب أولهما أن عمر الشريف كان ممثلا مبتدءًا بينما هي نجمة كبيرة والسبب الثاني أن عمر الشريف غير مسلم.
أما السبب الثالث فهو أن هذا الزواج يأتي بعد انفصالها عن المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار الذي كان أول أزواجها ووالد ابنتها الوحيدة نادية.
تعرضت فاتن حمامة لهجوم شديد بسبب هذا الزواج وانقسمت الصحافة في مصر حول هذا الحدث فالبعض التمس لها العذر، وأكد حقها في الحب والزواج، في حين هاجمها البعض الآخر بضراوة.
مجلة أهل الفن التي كان يرأس تحريرها إبراهيم الورداني، جعلت من فاتن حمامة هدفا للهجوم المتواصل، ونشرت في عدد ها رقم 45 الصادر في 19 فبراير 1955، تحقيقاً فريداً من نوعه حول زواج الفنان عموماً، مهما بلغت نجوميته، أو حتى مغامراته في الحب.
استطلعت المجلة في تحقيقها رأي كبار مفكري مصر وكتّابها في زواج فاتن حمامة من عمر الشريف، وكتب كل منهم رأيه في الأمر.
أمير الصحافة المصرية محمد التابعي، قال: لقد شاهدت فاتن لأول مرة في عام 1938، قبل ظهور فيلمها الأوليوم سعيد في عشاء ضم المخرج محمد كريم والمطرب محمد عبد الوهاب والطفلة فاتن ووالدها، ويومها تنبأت أمام الحاضرين بأنها ستصبح ممثلة كبيرة، وستتزوج على الأقل مرتين!
ومرت الأعوام وأصبحت الطفلة فاتن حمامة ممثلة… وممثلة كبيرة، وتزوجت مسلماً أول مرة، ثم مسيحياً أسلم من أجلها ثاني مرة، واجتمع بلح مصر على تين الشام، ما أعجب الدنيا.
أما الكاتب مصطفى أمين رئيس تحرير أخبار اليوم فتحدث بأسلوب ساخر قائلاً: تزوجت فاتن حمامة من زميلها الممثل عمر الشريف، وفاتن حمامة لها كامل الحرية، وعمر الشريف له هذه الحرية، وكلنا أحرار، هكذا يقول ميثاق هيئة الأمم المتحدة الذي شهدت أخبار اليوم توقيعه منذ أعوام، عندما أوفدت ثلاثة من كبار مخبريها لحضور التوقيع التاريخي المذكور.
وأضاف: الزواج مسألة شخصية بحتة لا تعني أحداً غير الزوج والزوجة، لكن هذا الزواج بالذات كانت له ظروف خاصة، وقد كلفت دار أخبار اليوم منذ ثلاثة أسابيع 7316 محرراً ومحررة من محرريها في مصر والشرق الأوسط، بأن يجمعوا تفاصيل هذا الحادث العجيب.
أما الكاتب فكري أباظة فلم يحدد ف موقفاً واضحاً، حيث قال: عجايب…غريبة… مش معقول… مش مصدق…
مش مصدق إزاي فاتن حمامة تتزوج عمر الشريف؟ لكن الصحف نشرت الخبر، ونشرت صور العريس، وقد علمت من تحرياتي في الأوساط الفنية أن الزواج كان مقرراً من ثلاثة أيام، وقالت الجاسوسة الحسناء إنها تشك في المسألة، ثم تقرر الزواج.
مبروك… ألف مبروك… أنا مؤيد… وأنا معارض… وأنا محايد… أنا!!
ودخل الأديب الكبير عباس محمود العقاد على الخط وقال: هؤلاء الكارل ماركسيون يطلعون علينا كل يوم ببدعة جديدة، وما أكثر البدع، طلعوا علينا منذ أشهر بخطابات تافهة بذيئة يتهجمون فيها عليّ وينكرون أنني كاتب كتاب الشرق وشاعر الشرق الذي لم يعرف له نظير.
وأضاف: كنا نتلقى هذه الخطابات بما هي حرية به وجديرة من الازدراء والقهقهة، لكن هذا ماركس جديد… ماركسية جديدة في صورة جديدة. هي زواج الممثل عمر الشريف من فاتن حمامة.
وتابع: كنا نود أن نعلق على هذه البدعة لكننا لا نرتاد دور السينما حين تعرض شاشتها أفلاماً مصرية، لأن وقتنا موزع بين القراءة والإنتاج ومحاولة رفع مستوى اللغة العربية. ولهذا نمر بهذه البدعة كما مررنا بغيرها!
أما الكاتب الكبير سلامة موسى فتحدث دفاعاً عن ظاهرة فاتن حمامة قائلاً: خيل إلي أن مصر قد تخلصت من تضاريسها التي تفاعلت في غضون تاريخها اليابس المشقق، وأنا أطالع اسم فاتن حمامة.
وأضاف: خيل إليّ أن هذه الممثلة تنتمي إلى اسم أمها لا أبيها وهو اسم حمامة كما هي الحال في الصين، وسررت وغبطت بلادي على أنها تجاري بلداً ولدت فيه النهضة منذ آلاف السنين… ثم علمت أن تضاريس مصر لا تزال تتفاعل في غضون تاريخها، وأن حمامة اسم والد الممثلة لا والدتها، وذعرت لأننا لا نجاري الصين البلد التي ولدت فيها الصناعة منذ القدم.
قال الأديب إحسان عبد القدوس: باختصار ووضوح عز الدين ذو الفقار صديقي، وفاتن حمامة كانت زوجته، ثم طلقت وتزوجت ومن حقها اليوم أن تبتسم وتقول: أنا حرة.
بعد هذا التحقيق تشرت المجلة حوارا في عددها رقم 63 ونشرته في يونيو عام 1955 مع عز الدين ذو الفقار الزوج السابق لفاتن حمامة.
روى ذو الفقار في هذا الحوار مشاكله مع فاتن التي انتهت بالطلاق ولم ينكر فيه أنه لا يزال يحبها مؤكداً أنه لم يكن في حياته سوى فاتن حمامة وابنته نادية وأن علاقته بزوجته السابقة على خير ما يرام.