خانته زوجته مع ابنه ومشى في جنازته 6 أفراد.. مأساة الأيام الأخيرة في حياة عبد الفتاح القصري.. صور نادرة

كان الفنان الراحل عبد الفتاح القصري واحدًا من الوجوه التي أحبها الجمهور لخفة ظله غير المفتعلة وتلقائيته الشديدة.
حرص المنتجون والمخرجون على الاستعانة به في كثير من الأفلام وشكل ثنائيا فنيا مع الفنان الراحل إسماعيل ياسين.
ولد القصري في أبريل من عام 1905 بحي الجمالية جنوب القاهرة لعائلة ثرية تتاجر في الذهب، وعشق التمثيل منذ صغره وتبناه نجيب الريحاني وطلب منه التفرغ للفن.
حقق القصري نجاحاً على خشبة المسرح، دفع المنتجين والمخرجين للبحث عنه والتعاقد معه للمشاركة في الأفلام السينمائية.
وبقدر الكوميديا التي قدمها خلال مشواره عاش سنواته الأخيرة في تراجيديا مأساوية حيث تلقى العديد من الضربات قبيل رحيله.
كانت أولى المآسي التي عانى منها القصري فقدانه البصر وهو على المسرح أمام النجم إسماعيل ياسين.
لكن الضربة الكبرى التي تلقاها هي الخيانة الزوجية فقد تزوج القصري من فتاة تصغره سنًا، تدعى سهام وكانت تعمل ممرضة بالمستشفى الذي كان يعالج فيه، بعد إصابته بالعمى.
كانت سهام هي الزوجة الرابعة في حياةالقصري وكان يحبها كثيرًا ويعتبرها التعويض بعد إصابته بالعمى، ولأنه لم ينجب قام بتبني شاب صغير السن يعمل لدى بقال أسفل منزله.
فوجئ القصري بأن زوجته تطلب منه الانفصال مبررة موقفها بأنها لازالت صغيرة ولا تستطيع العيش مع رجل فاقد البصر، وعندما انفصلا وهي لازالت تعيش في منزله فاجأته بخبر زواجها من الشاب الذي تبناه.
أقامت سهام مع زوجها الجديد في شقة الفنان الراحل وتركته حبيسا في غرفة من الشقة بمفرده حتى أصيب بتصلب في الشرايين وفقدان للذاكرة، مما اضطر شقيقته بهية إلى أن تأخذه بشقتها في حي الشرابية شمال القاهرة وتقوم برعايته.
عقب اشتداد المرض عليه، نقلت بعض وسائل الإعلام المصرية ما تعرض له على يد طليقته، فقامت كل من الفنانة نجوى سالم والفنانة ماري منيب بمخاطبة السلطات لإنقاذه.
نقابة الممثلين قررت صرف إعانة عاجلة ومعاش شهري له، وسعت نجوى سالم أيضا لدى صلاح الدسوقي، محافظ القاهرة وقتها، فحصلت للقصري على شقة بالمساكن الشعبية في منطقة الشرابية.
فيما تبرع الكاتب الكبير يوسف السباعي بمبلغ 50 جنيها لشراء غرفة نوم حتى يجد القصري سريرا ينام عليه، كما قادت الفنانة هند رستم حملة بين الفنانين للتبرع لعلاج زميلهم.
وفي 8 مارس من عام 1964 اشتدت نوبة السكر على الفنان الراحل وأصيب بغيبوبة وتم نقله إلى مستشفى المبرة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.
لم يحضر جنازة القصري سوى عدد قليل من المشيعين لا يتجاوز 6 أفراد، هم شقيقته بهية والفنانة نجوى سالم وجيرانه قدري المنجد وسعيد عسكري الشرطة وآخر حلاق وصديقة الترزي.