ياسين بونو الذي تنبأ الزاكي بخلافته.. أخطبوط أشبيلية يخرج من الظل إلى النور

توج فريق أشبيلية الإسباني، أمس الجمعة، بلقب بطولة الدوري الأوروبي للمرة السادسة في تاريخه عقب الفوز الذي حققه الفريق الأندلسي على إنتر ميلان الإيطالي بثلاثة أهداف مقابل هدفين في المباراة النهائية.

ولعب الحارس المغربي ياسين بونو، دورا كبيرا في تتويج الفريق الأندلسي باللقب الغائب عن خزائنه منذ موسم 2016-2017 بعد أن أنقذ مرماه في العديد من المناسبات ليس في المباراة النهائية فقط أمام إنتر ميلان، ولكن تحديدا منذ تصديه لركلة الجزاء التي نفذها راؤول خيمينيز مهاجم فريق ووفرهامبتون الإنجليزي خلال مباراة الفريقين في الدور ربع النهائي من المسابقة.

وفي نصف النهائي استطاع أن يتصدى الحارس المغربي لـ6 فرص محققة أمام مانشستر يونايتد، حيث ظهر المرمى من خلفه ضئيلا للغاية بفضل طوله الفارع وذراعه الطويلتين ويديه العريضيتين.

وعقب مباراة مانشستر يونايتد، أثنى النرويجي أولي جونار سولسشاير المدير الفني على الحارس المغربي “مغمور” الاسم ووصفه بـ”الحارس الرائع” بعد أن تصدى لفرص محققة بطريقة إعجازية حرمت فريقه من التأهل إلى نهائي البطولة.

من هو ياسين بونو؟

وُلد بونو في العاصمة الكندية مونتريا وهو من عائلة مغربية مهاجرة، ويحمل الجنسيتين المغربية والكندية، لكن عائلته عادت إلى البد الأم في المغرب خلال طفولته.

انضم بونو لفريق الأشبال بنادي الوداد البيضاوي المغربي عام 1999 وكان عمره 8 أعوام، وتدرج في المشاركة مع الأعمار السنية المختلفة حتى وصل إلى الفريق الأول وعمره 19 عاما.

الاختبار الأول

أولى مشاركات بونو مع الفريق الأول لنادي الوداد البيضاوي المغربي كانت في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الترجي التونسي يوم 12 نوفمبر عام 2011 وكان عمره وقتها 20 عاما.

وشاءت الأقدار أن تكون البداية صعبة ومهمة للغاية، حيث وجد نفسه ياسين هو الحارس الأول لفريق الوداد في هذه المباراة عقب إصابة نادر المياجري الحارس الأساسي للوداد في ذلك الوقت عقب مباراة الذهاب.

وعلى الرغم من خسارة الوداد في المباراة بهدف نظيف سجله الغاني هاريسون أفول لاعب الترجي السابق إلا أن بونو كان بطل المباراة وأنقذ مرماه من فرص محققة للفريق التونسي الذي كان يلعب وسط جمهوره في ستاد رادس.

عقب هذه المباراة، توقع له الكثيرون مستقبلا باهرا في هذا المركز، وعلى رأسهم أسطورة حراسة المرمى المغربي بادو الزاكي الذي توقع لبونو أن يكون خليفته في المستقبل.

ولعب بونو مع الوداد في 6 مباريات ببطولة الدوري قبل أن يتلقى عرضا من رديف نادي أتلتيكو مدريد عام 2012.

خطوة العمر

مع رحيل البلجيكي تيبو كورتوا وداني أرانزوبيا عن صفوف فريق أتلتيكو مدريد الإسباني في صيف 2014، أتيحت له الفرصة للصعود للفريق الأول خلال فترة الإعداد.

وبالصدفة البحتة تعرف على راؤول خيمينيز الذي كان لاعبا في أتلتيكو خلال تلك الفترة، والذي يشاء القدر بعد 6 سنوات أن يتصدى بونو أمامه لركلة جزاء في مباراة وولفرهامبتون بالدور ربع النهائي.

وجاء تفوق بونو على زميله السابق في التصدي لركلة الجزاء، بسبب معرفته طريقة تسديده لركلات الترجيح منذ أن كانا زميلين لفترة قصيرة في صفوف أتلتيكو مدريد.

رحلة قصيرة

في عام 2014 أيضا تم إعارة اللاعب من أتلتيكو مدريد إلى ريال سرقسطة لمدة عامين، وخلال هذين العامين لعب بونو 38 مباراة مع الفريق الإسباني ونجح في الحفاظ على شباكه نظيفة في 15 مباراة وسكن مرماه 42 هدفا فقط قبل أن يعود إلى أتلتيكو في صيف 2016.

وعاد أتلتيكو مجددا لكن هذه المرة يقرر الاستغناء عن الحارس الذي ينتقل إلى صفوف فريق جيرونا.

مشوار التألق

في موسمه الأول مع جيرونا 2016-2017، تمكن بونو من قيادة جيرونا للصعود للدوري الإسباني، لكن نقص خبرته دفعت إدارة النادي للتعاقد مع الحارس المخضرم جوركا إرايزوز ليصبح الأخير هو الحارس الاشاسي بينما اضطر بونو للجلوس على مقاعد البدلاء لمدة 8 جولات شاهد فيها أخطاء أرايزوز الكارثية.

وبعد أن طفح كيل المدرب بابلو ماتشين، قرر أن يغامر ويدفع بـ بونو، ليفاجئه الأخير بمستويات أفضل بكثير من سابقه، ويحجز مكانه أساسيا في صفوف جيرونا.

مع هبوط الفريق الكتالوني في الموسم الماضي، لم توُجّه أصابع اللوم إلى بونو الذي تألق في كثير من المناسبات رغم الهزائم التي طالت فريقه.

وجاءت الخطوة الأكبر بعد ذلك بانتقاله إلى أشبيلية الإسباني على سبيل الإعارة في صيف 2019، حيث صار الحارس الثاني في الفريق بعد التشيكي توماس فاشليك.

وأصبح فريق أشبيلية أشبه بمستعمرة مغربية بعد أن تعاقد النادي الأندلسي مع الثنائي المغربي يوسف النصيري ومنير الحدادي.

وعلى الرغم أن بونو قضى أغلب فترات الموسم بديلا، لكن الفرصة سنحت له على طبق من ذهب عندما أصيب التشيكي فاشليك في يوليو الماضي، ليلعب بونو آخر 4 جولات في الليجا مع أشبيلية ويقود الفريق في مغامرة الدوري الأوروبي بعد ذلك.

والمثير للدهشة أنه في خلال فترة قصيرة للغاية، تمكن الحارس المغربي من الحفاظ على شباكه نظيفة في 512 دقيقة قبل أن تهتز شباكه في نصف النهائي أمام برونو فيرنانديز لاعب مانشستر يونايتد.

وهذا الرقم هو الافضل لأي حارس أندلسي منذ 12 عاما.

سنوات الظل

الغريب في مشوار بونو أنه قضى أغلب سنوات في الملاعب في الظل حتى مع منتخب المغرب، حيث كان حارسا ثانيا لمنير المحمدي الحارس الأساسي للأسود الأطلسي في بطولتي أمم أفريقيا 2017 ومونديال 2018.

ولم يصبح اساسيا سوى قبل انطلاق كأس الأمم الأفريقية في مصر عام 2019 بعد مستوياته المميزة مع جيرونا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى