قصة «المذنبون».. ولهذا السبب أصدر السادات حكمًا بمحاكمة 15 من موظفي الرقابة

شهد العام 1975 عرض فيلم «المذنبون»، والذي قام بدور البطولة الفنانة سهير رمزي وكمال الشناوي وحسين فهمي، والذي أثار موجة من الجدل بشكل كبير.

وكانت المفاجأة أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات أصدر قرارًا بإحالة 15 من موظفي الرقابة للمحاكمة لموافقتهم على عرض الفيلم الذي وصف بأنه يشوه المجتمع المصري.

وتدور أحداث فيلم «المذنبون» حول الممثلة سناء كامل، التي تموت مقتولة في سريرها، ويبدأ المحقق في البحث عن القاتل.

أحمد العوضي وياسمين عبد العزيز يكشفان اسم طفلهما المنتظر (فيديو)

مدير أعمال هيفاء وهبي يثير الجدل بنشر وثيقة زواجه منها (صور)

وتستدعي النيابة العامة وجهات التحقيق كل المدعوين الذين كانوا في بيتها ليلة مصرعها، ابتداءً من حبيبها الذي أبلغ بالجريمة بأنه سمع من يطعن زوجته وهو يتصل بها هاتفيًا، إلى ناظر المدرسة الذي سرب الامتحان، ومدير الجمعية الذي يبيع السلع المدعومة للتجار ويوصلها لهم في البيوت، ورئيس شركة المقاولات الذي يساعد الممثلة في بناء العمارات، ويخون صديقه، وهو في نفس الوقت يدبر خطه لسرقة خزينة إحدى المؤسسات.

كما يتم القبض على كل من كانوا في الحفل، بعد أن كشفت النيابة أن الجرائم التي ارتكبوها أثناء وجود الحفل، لا تقل عن جريمة قتل ممثلة في فراشها، يكتشف المحقق اختفاء قرط ثمين كان مع الممثلة ويعرف أن صاحبته هي أم حبيبها، ويعترف حبيبها المخرج أنه قتلها بدافع الغيرة.

لم تمر الرقابة على المصنفات الفنية في مصر بأزمة كالتي مرت بسبب هذا الفيلم، فقد أدى سماح الرقابة للفيلم بالعرض إلى معاقبة كل الكوادر الرقابية المسئولة عن هذا السماح، كما أدى أيضاً إلى صدور قوانين رقابية جديدة، وقد كان “المذنبون” هو رابع فيلم روائي للمخرج سعيد مرزوق.

وقد كتب له القصة نجيب محفوظ بينما كتب له السيناريو والحوار ممدوح الليثي، حيث قدم نموذجاً صارخاً في تعريته للفساد بشكل يبدو غريباً على السينما المصرية، إضافة لاحتوائه على كم كبير من المشاهد الجريئة.

عُرض الفيلم في المسابقة الرسمية لأولى دورات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي واستقباله بشكل ممتاز من النقاد العالميين جعل الرقباء يميلون إلى السماح بعرض الفيلم خاصة أن فيلم “الكرنك”، الذي دارت حوله مشاكل رقابية عام 1975 م، كان قد تقرر عرضه بقرار سياسي وهو ما يعنى أن الاتجاه العالم الدولة يميل لتشجيع حرية التعبير، وبالفعل وافقت الرقابة على عرض الفيلم.