البرتغالي لم يخطىء.. لماذا يصر كيروش على الدفع بـ مروان حمدي في هجوم منتخب مصر؟

تجربة ناجحة بكل المقاييس ونتائجها وفوائدها كثيرة وعديدة، هكذا كانت تجربة منتخب مصر خلال مشاركته في بطولة كأس العرب التي تمكن فيها الفراعنة من بلوغ الدور نصف النهائي.
وبعيدا عن الوصول إلى نصف النهائي والتواجد حتى نهاية البطولة، فإن هناك العديد من المكاسب والفوائد لمنتخب مصر في هذه البطولة، أهمها تكوين شخصية قوية لهذا الجيل من منتخب مصر بالإضافة إلى الانسجام بين اللاعبين نتيجة التجمع لفترة طويلة من خلال بطولة مجمعة.
ومن أهم المكاسب التي حققها الفراعنة من خلال هذه المشاركة اكتشاف العديد من العناصر الجديدة التي ستنضم لقوام المنتخب الأساسي بعد نهاية البطولة مثل حسين فيصل وأحمد رفعت ومهند لاشين وغيرهم من الأسماء التي حظت على ثقة كيروش.
لكن يبقى اعتماد البرتغالي على رأس الحربة مروان حمدي بشكل أساسي علامة استفهام كبيرة، على الرغم أنه لم يقدم الأداء المنتظر وكان أقل العناصر الفنية في صفوف المنتخب الوطني، ورغم تأكيدي على أنه العنصر الأقل فنيا واتفاق الجميع على ذلك إلا أن البرتغالي لم يخطىء في الاعتماد عليه.
وسأوضح بالتفصيل، لماذا إصراري على أن كيروش لم يعاند ولم يخطىء في الدفع بـ مروان حمدي؟
كيروش خلال مشواره التدريبي الحافل وتحديدا في آخر تجربتين له مع إيران وكولومبيا يلعب بطريقة لعب 4-3-3 والتي تتحول في الملعب أثناء الهجوم وامتلاك الكرة إلى 4-1-4-1.
ويُفضل البرتغالي أن يكون المهاجم الأساسي الذي يعتمد عليه في تشكيله (مهاجم كلاسيكي) يصبح محطة لزملائه في بناء الهجمات ويجيد التعامل مع ألعاب الهواء وهذه الصفات يمتلكها مروان حمدي حتى لو كان أقل فنيًا من محمد شريف مهاجم الأهلي والذي يفضل كيروش الدفع به في مركز الجناح الهجومي.
في طريقة 4-3-3 يرغب كيروش في الدفع بجناح هجومي هو في الأساس رأس حربة يجيد الاختراق من العمق ويصبح أقرب دائما للمرمى ولهذا السبب نجده يفضل نوعية محمد شريف وحسين فيصل وعمر مرموش وقبل كل هذه الأسماء نجمنا محمد صلاح الذي يتألق ويبدع في هذا الدور وهذه المهام مع يورجن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول.
وبما أن كيروش لم يشهد سوى بضعة أسابيع في الدوري المصري، تألق فيها مروان حمدي مع سموحة فإنه لم يجد ضالته في مركز رأس الحربة المثالي بالنسبة له سوى فيه لحين عودة مصطفى محمد مهاجم جالطة سراي التركي الذي سيعتمد عليه المدرب البرتغالي خلال منافسات كأس الأمم وتصفيات كأس العالم.
وجدنا منتخب كولومبيا تحت قيادة كيروش يلعب بـ لويس مورييل مهاجم فريق أتالانتا في مركز الجناح الأيسر مثل محمد شريف، في حين كان يؤدي زميله ومواطنه دوفان زاباتا نفس الدور الذي يقدمه مروان حمدي في مركز رأس الحربة، خلال اعتماد المدير الفني على طريقة لعب 4-3-3.
نفس الأمر كان يطبقه كيروش مع منتخب إيران الذي تولى إدارته الفنية في 97 مباراة بمختلف البطولات والمنافسات، حيث اعتمد على سيردار أزمون مهاجم زينيت سان بطرسبرج الروسي في مركز رأس الحربة الصريح نظرا لكونه مهاجم كلاسيكي يجيد التعامل مع الألعاب الهوائية ويصبح محطة لزملائه، ودفع بمهاجم بورتو البرتغالي مهدي تاريمي في مركز الجناح الأيسر لكونه يمتلك السرعة ويجيد التحرك والاختراق من الطرف للعمق.