في الذكرى 114 على تأسيسه.. عمر لطفي مؤسس الأهلي الذي حارب الاحتلال من مكتب سعد زغلول

يحتفل النادي الأهلي، اليوم السبت، بذكرى تأسيسه الـ114، حيث تم تأسيس القلعة الحمراء عن طريق المحامي صاحب الاصول المغربية عمر لطفي ومعه صديقه الزعيم الوطني مصطفى كامل، ليبدأ الثنائي تأسيس نادى للطلبة ليكون النادي الأهلي أول ناد للمصريين في مصر حيث كانت مصر تحت وطأة الاحتلال البريطاني.

عمر لطفي، المحامي الذي عاش في مدينة الإسكندرية منذ مولده عام 1867، ترجع أصوله إلى أسرة مغربية وفدت إلى مصر في عهد محمد علي باشا، وكان رئيسها من كبار الرجال في المغرب وكان يمثل المغرب لدى الحكومة المصرية.

تعلم عمر لطفي مدرسة الجمعية الخيرية التي أسسها الشيخ عبد الله النديم، وحفظ بها القرآن الكريم، ثم انتقل إلى القاهرة وعاش في بولاق وأتم دروسه بمدرسة “الفرير”.

التحق بمدرسة الحقوق و تخرج منها سنة 1886، وتدرج في المناصب ونبغ واشتهر في فترة وجيزة، عمل أولا في قلم قضايا الحكومة، ثم في مكتب محاماة سعد زغلول ثم قاضيًا بمحكمة قنا، إلا أنه فضل الاستمرار في مجال التعليم وبعد فترة وأصبح وكيلا لمدرسة الحقوق وعمره 38 عامًا، ثم بعد ذلك ترك مدرسة الحقوق وعاد للعمل في مجال القضاء وافتتح مكتبًا للمحاماة وظل يعمل محاميًا إلى أن رحل إلى جوار ربه في 14 نوفمبر 1911 عن عمر ناهز 44 عاما، وهو العام الذى تأسس فيه نادى الزمالك.

وكان لطفي أحد أهم الثوار مع رفيقه مصطفى كامل، ضد الاستعمار الإنجليزي، كانت تجمعه علاقة قوية بسعد زغلول أيضا.

عُرف عمر لطفي ببساطته وكان دائما مهموما بحال هولاء البسطاء ويحاول التصدى للظلم الذى يقع عليهم فقام بأنشاء الجمعيات التعاونية التي عرفها خلال دراسته في إيطاليا، ونجحت الفكرة ليشتهر بعد ذلك بين الفلاحين بأسم “أبو التعاون”.

فكّر لطفي في محاربة الاحتلال بأبناء الوطن من الشباب ليقرر إنشاء نادي المدارس العليا بين الطلبة وسرعان ما تضاعف عدد الأعضاء ويتحول الحراك السياسى لمجموعة من الانشطة بين طلبة المدارس لتتولد في ذهنه فكرة إنشاء نادي وطني يكون مركزا لحركة المقاومة الوطنية والطلابية.

اجتمع لطفي بصديقه مصطفى كامل وعدد آخر من نخبة المجتمع ليطرح عليهم فكرة إنشاء نادى طلبة المدراس والذى تحول بعد ذلك إلى “الأهلي”في 1907.

وبذكاء شديد قرر عمر لطفي و مصطفي كامل و المجموعة التي قامت على تاسيس النادي اختيار الإنجليزي ميتشل أنس لرئاسة النادي علي الرغم من أنه صاحب فكرة التأسيس حتى لا تقاوُم الفكرة في البداية من الإنجليز وتكون خير بداية لقصة من النضال، حيث تمت الإطاحة بعد ذلك بميتشل أنس، ليصبح الأهلي أهم كيان يجتمع فيه شباب مصر ليقاوم الاحتلال، و رمزا للحركة الوطنية من خلال المظاهرات التي تخرج من مقره في الجزيرة.

كما كان لطفى ” مؤسس الأهلي” واحدًا من أهم الشخصيات المؤثرة في تاريخ مصر، حيث نال عدة أوسمة ، ففي أحد أكبر المجلات في النصف الأول من القرن العشرين و هي مجلة ” الإثنين و الدنيا ” نال وسام من أعظم عشرة رجال في تاريخ مصر في خمسين سنة ، إختاره المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعي التاسع بعد مصطفي كامل و محمد فريد و الشيخ محمد عبده و سعد زغلول و علي مبارك و الشيخ عبد الله النديم و الشاعر أحمد شوقي و الشاعر حافظ إبراهيم وقبل العاشر طلعت حرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى