كيف أنقذت شارة رونالدو في إنقاذ طفل من الموت؟

لم يكن أحد يتوقع أن المشهد الذي أثار هجوم وتهكم الجميع على النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، بعد إلقائه شارة قيادة منتخب بلاده غاضبا بسبب تعرضه للظلم التحكيمي ورفض احتساب هدف صحيح له في مباراة صربيا، سيكون سببا في إنقاذ حياة طفل بعد أن كان قريبا من الموت.
هذه الشارة التي ألقاها رونالدو تعبيرا عن غضبه الشديد، لعدم احتساب هدف صحيح لصالح منتخب بلاده ضد ضبيا، تم طرحها في مزاد في صربيا بعد ساعات من المباراة، وذلك من أجل إنقاذ طفل مريض.
القصة بدأت، عندما التقط أحد عمال ملعب “ريد ستار” في العاصمة الصربية بلجراد، هذه الشارة وتواصل فورا مع إحدى القنوات المحلية الصربية من أجل طرح فكرة عرض هذه الشارة في مزاد من أجل قضية إنسانية.
العامل الذي التقط هذه الشارة، قال إنه اقترح جمع مبلغ من المال من أجل علاج الطفل جفريلو ديوردييفيتش البالغ من العمر ستة أشهر والذي يعاني من مرض نادر.
وروى العامل في اتصال هاتفي ” رمى (رونالدو) الشارة على بعد ثلاثة أمتار مني والفكرة التي خطرت سريعا على ذهني هي أن هذا (المزاد) قد يشكل فرضة جيدة”.
وأضاف ” ارتأيت أن الانظار شاخصة علينا الآن وبإمكاننا أن نقوم بشيء جيد لجفريلو”.
وبعد أن تأكدت القناة الرياضية “سبورت كلوب” أن الشارة تعود فعلا لرونالدو من خلال التحقق من الصور ومقاطع الفيديو بعد المباراة، تعاونت مع منظمة خيرية ونشرت الشارة على موقع خاص للمزاد العلني “ليموندو.كوم”.
ويعاني الرضيع من ضمور العضلات الشوكي والذي يصيب واحدا من حوالي 10 آلاف مولود، ويؤدي الى الوفاة أو الحاجة الدائمة الى التنفس الاصطناعي عند بلوغه العام الثاني بنسبة 90 في المئة من الحالات.
هذا الطفل، تتعلق آمال الضئيلة في الحياة بعلاج جيني أو عقار يُدعى “زولجنسما” والمعروف بـ”أغلى عقار في العالم” والذي تبلغ تكلفته أكثر من مليوني يورو.
برانيسلاف يوتشيتش، مسؤول السوشيال ميديا في القناة الصربية كشف عن أمنيته في التواصل مع كريستيانو رونالدو الذي لن يمانع عن تقديم يد العون والمساعدة، خاصةً أن النجم البرتغالي يُعرف عنه تقديم المساعدات والأعمال الخيرية، حيث سبق وأن قدم مساهمات لمنظمة اليونيسيف ومنظمة إنقاذ الطفولة.
كما يحمل رونالدو دور السفير للعديد من المؤسسات الخيرية، وكانت أولى تبرعاته عام ٢٠١١ عندما قام البرتغالي ببيع الحذاء الذهبي الأوروبي بالمزاد العلني مقابل ١.٢ مليون جنيه استرليني ، مع توجيه الأموال لبناء مدارس في غزة.
وفي ديسمبر من ذلك العام ، تم بيع قميص موقّع من قبل المهاجم مقابل ٣٧٠٠٠ يورو وذهبت الأموال إلى منظمة إنقاذ الطفولة ومنذ عام ٢٠١٣ ، كان المهاجم سفيرًا لهذه المؤسسة الخيرية، والتي تهدف إلى تحسين حياة الأطفال في جميع أنحاء العالم.
وهو أيضًا سفير لليونيسف وورلد فيجن ، وفي عام ٢٠١٥ قسم رونالدو مكافأته البالغة ٤٥٠.٠٠٠ جنيه إسترليني من الفوز بدوري أبطال أوروبا بين ثلاثي المؤسسات الخيرية.
بالإضافة إلى ذلك ، قام بالتبرع بجائزة قدرها (١٠٠.٠٠٠ يورو) التي حصل عليها لإعلانه في فريق العام في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في عام ٢٠١٤ للصليب الأحمر.
في عام ٢٠١٥ ، تم تسمية رونالدو كأفضل نجم رياضي خيري في العالم من خلال موقع dosomething.org ، الذي أشاد بتبرعاته للجمعيات الخيرية ، وأعمال خيرية أخرى شارك فيها.
وتشمل هذه الأمثلة التبرع بمبلغ ١٢٠ ألف جنيه استرليني لمركز السرطان الذي عالج والدته في وطنه ماديرا ، ودفع ٥٥ ألف جنيه إسترليني لتغطية تكلفة جراحة الدماغ لإريك أورتيز كروز البالغ من العمر عشرة أشهر.
نادرا ما توقف عمله الخيري، وفي عام ٢٠١٦ بعد فوز ريال مدريد بنهائي دوري أبطال أوروبا – حيث سجل كريستيانو رونالدو ركلة الجزاء الفائزة في ركلات الترجيح – تبرع بشيك المكافأة الذي تبلغ قيمته ٦٠٠.٠٠٠ يورو لمؤسسة خيرية.
بعد ذلك بعام، قام رونالدو بالمزاد العلني لكأس الكرة الذهبية الذي فاز به في عام ٢٠١٤ بمساعدة مؤسسة Make-A-Wish ، وجمع للمؤسسة الخيرية التي تخلق رغبات مغيرة للحياة للقصر الذين يعانون من مرض خطير.
من خلال المؤسسة الخيرية، حقق كريستيانو رغبة طفلين برتغاليين بالالتقاء بهم في لشبونة بعد حصة تدريبية مع البرتغال.