اغتيل قبل أن يتسلم منصبه.. قصة بشير الجميل أصغر رجل حكم لبنان وحلم المسيحيين الذي لم يتحقق.. صور

كان يمثل حلمًا للمسيحيين في لبنان بأن يكون هناك رئيسًا قويًا لكن قنبلة هائلة أودت بهذا الحلم ولم تترك لهم غير الدموع التي انهمرت في بيروت الشرقية آنذاك.
ولد بشير الجميل في 10 نوفمبر عام 1947 وهو الابن الأصغر للزعيم المسيحي بيار الجميل مؤسس ورئيس حزب الكتائب اللبنانية وشقيق رئيس الجمهورية أمين الجميل.
تلقى دروسه الجامعية بكلية الحقوق في جامعة القديس يوسف، ونال في عام 1971 شهادتين في الحقوق والعلوم السياسية.
في عام 1972 سافر إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراسته، إلا إنه قطعها وعاد في سبتمبر من العام نفسه وفتح مكتبًا للمحاماة، أغلقه مع بداية الحرب الأهلية وتفرغ للعمل العسكري.
تدرج بشير الجميل في حزب الكتائب حتى أصبح قائده العسكري، وأسس القوات اللبنانية وتولى قيادتها وهي كانت من أهم الأطراف المتناحرة في الحرب الأهلية اللبنانية.
في يوم 25 يوليو عام 1982 رشح بشير الجميل نفسه لمنصب الرئاسة ودعمته الولايات المتحدة التي أرسلت قوات حفظ السلام للإشراف على انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان.
تم انتخاب الجميل رئيسا للبنان في 23 أغسطس عام 1982 بسبب كونه المرشح الوحيد لمنصب رئاسة الجمهورية اللبنانية.
في الرابعة وعشر دقائق مساء يوم 14 سبتمبر عام 1982 وبينما كان بشير يخطب في زملائه أعضائ الكتائب انفجرت قنبلة أدت إلى مقتله و26 سياسيا آخرين من الكتائب.
اتهم حبيب الشرتوني بتنفيذ الاغتيال وهو مسيحي ماروني وعضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي وقد تم اعتقاله بتهمة اغتيال الجميّل.
استطاع الشرتوني تنفيذ عملية الاغتيال بسبب وجود بيت شقيقته في أعلى شقة بشير. وقبل اغتيال بشير بيوم، زار شقيقته وزرع القنبلة في شقتها ثم دعاها في اليوم التالي للخروج من الشقة.
عندما خرجت الشقيقة، قام بتفجير القنبلة على بعد بضعة أميال من البناية وعندما عاد للاطمئنان على شقيقته، تم اعتقاله على الفور.
اعترف الشرتوني بأنه نفذ عملية الاغتيال لأن بشير الجميّل باع لبنان إلى إسرائيل. مما جعله بطلًا في أعين بعض اللبنانيين.
تم سجن الشرتوني لمدة 8 سنوات قبل أن تسيطر القوات السورية على لبنان في نهاية الحرب الأهلية وتحرره في يوم 13 أكتوبر عام 1990.
ظهرت نظريات مختلفة في قضية اغتيال الجميّل فالبعض يتهم النظام السوري والرئيس حافظ الأسد بتدبير الاغتيال بينما هناك من يتهم اسرائيل لاحساسها أنه سيؤخر عملية السلام بينها وبين لبنان.
حادث اغتيال الجميل وغيره من الحوادث التي شهدتها فترة الحرب الأهلية مازالت تمثل ذكريات أليمة في وجدان الشعب اللبناني ولازالت البلاد تعاني من آثارها حتى اليوم.