حكاية القصير الضعيف الذي تحول إلى مقاتل لا يُقهر.. أسرار في حياة طارق حامد نجم الزمالك

احتفل طارق حامد، نجم وسط منتخب مصر والفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، أمس السبت، بذكرى ميلاده الـ32، وقدم له لاعبو الفريق الأبيض احتفالا خاصا خلال مشاركته في تدريبات الفريق احتفالا بذكرى ميلاده.
طارق حامد يعد أحد أبرز العناصر الأساسية في تشكيل الزمالك ومنتخب مصر، فهو لاعب لا يكل ولا يمل من القتال والتدريب من أجل تطوير قدراته البدنية التي جعلته الأفضل في مركزه بالكرة المصرية طوال السنوات القليلة الماضية.
واستطاع طارق حامد بفضل قتاله وكفاحه داخل الملعب من أجل استعادة الكرة ومنع الخطورة على مرمى فريقه، أن يعوّض ضعف قدراته الفنية.
واقعة حوّلت مساره
بدأ طارق حامد السعيد، اسن قرية كفر الأصالي بمدينة طلخا التابعة لمحافظة الدقهلية، مشواره مع كرة القدم وعمره 11 عاما حيث التحق بقطاع الناشئين بنادي المنصورة.
ورغم البداية الجيدة إلا أنه بعد 4 أعوام تم الاستغناء عنه بحجة قصر قامته وضعفه بدنيا، وهو ما جعل ابن الـ15 عاما يشعر بحزن شديد، لكن طارق عبد الرازق مكتشفه وابن قريته لم ييأس وذهب به إلى اختبارات النادي الإسماعيلي حيث حصل على إعجاب بشير عبد الصمد الذي وافق على التحاق اللاعب الصغير بصفوف فريق تحت 16 عاما بالدراويش والذي كان يقوده حمزة الجمل في ذلك الوقت.
ولسوء الحظ تم الاستغناء عن طارق بعد رحيل بشير عبد الصمد وتولي حمزة الجمل تدريب فريق كهربا الإسماعيلية، فاضطر عبد الرازق أن يأخذ طارق ويتجها إلى نادي القناة حيث خضع لاختبارات تحت قيادة نجم القناة السابق طارق فهيم لكن طارق حامد لم يُوفق أيضا.
بعد رحلة غير ناجحة في الإسماعيلية، اضطر الثنائي أن يحط رحالهما في القاهرة حيث ذهبا إلى نادي إنبي والتقيا بإمام محمدين مسؤول قطاع الناشئين بالنادي البترولي، وبعد متابعة طارق حامد كان الإعجاب بمستواه لكن ما أعاق التحاقه بإنبي هو غلق القيد.
حاول مسؤولو إنبي التواصل مع بتروجت من أجل أن يلتحق طارق بصفوف الفريق البترولي الثاني لكن حدث ظرف جعل اللاعب الصغير يغير من حساباته.
وفاة والده والبداية من الصغر
وفاة والد طارق حامد جعله يضطر إلى العودة إلى كفر الأصالي مرة أخرى لكن ظل متمسكا بحلمه في ممارسة كرة القدم ليلتحق بفريق كهرباء طلخا التابعة لمدينته بالإضافة إلى عمله في أحد المطاعم حتى يساعد والدته على المصاريف المادية وتلبية احتياجات المنزل.
وتمكن المقاتل الصغير من العمل والتدريب في نفس الوقت، وبعد قيده مع الفريق الأول بنادي كهرباء طلخا حصل طارق حامد على أول راتب في مشواره من كرة القدم وكان المبلغ ألف جنيه.
رب صدفة
بدأت حياة طارق حامد تختلف بعد أن دخل فريق كهرباء طلخا في معسكر الأكاديمية بالإسكندرية وهناك كان يقيم فريق طلائع الجيش في نفس المعسكر.
شاهده أحد مسئولي طلائع الجيش خلال مشاركة اللاعب صاحب الـ16 عاما في إحدى المباريات الودية في المعسكر وحصل على إعجابه ليقرر ضمه بعد 3 أشهر فقط من اللعب لفريق كهرباء طلخا، وانضم اللاعب إلى طلائع الجيش في صفقة بلغت قيمتها 100 ألف جنيه.
طلعت يوسف مدرب طلائع الجيش في ذلك الوقت كان مقتنعا للغاية بإمكانياته وكان قد بدأ تجهيزه بالفعل للمشاركة الأفريقية والمحلية لكنه رحل وتولى فاروق جعفر المسؤولية لكنه لم يشرك طارق حامد خلال فترة ولايته نظرا لعدم اقتناعه بالناشئين.
رحل طارق حامد إلى سموحة بعد أن خاض 3 مباريات فقط مع الفريق الأول بنادي طلائع الجيش.
انتقل طارق إلى سموحة الذي كان صاعدا حديثا للدوري الممتاز موسم 2010-2011 وأصبح لاعبا لا غنى عنه ومع الوقت كان يتطور من الناحية الجسدية حيث اعتاد على التدريب خلال فترة عطلته وتواجده في طلخا أو المنصورة.
صراع الأهلي والزمالك ورغبة طارق
حاول الأهلي ضم طارق حامد عام 2014، لكن اللاعب كانت رغبته الأولى هي الانتقال للزمالك فهو الوحيد من بين أسرته الذي كان ينتمي للقلعة البيضاء بينما كانت باقي أسرته تنتمي لتشجيع الغريم التقليدي.
الأهلي أرسل عرضا بقيمة 8 مليون جنيه في الوقت الذي دخل فيه الزمالك المنافسة وقدم عرضا بقيمة 5 مليون جنيه وهو ما جعل فرج عامر رئيس سموحة يميل إلى عرض الأحمر.
طارق حامد اضطر للحديث مع وائل جمعة مدير الكرة بالأهلي في ذلك الوقت وأخبره بأنه يريد الانتقال للزمالك فرحب جمعة وانسحب الأهلي من الصفقة، في الوقت الذي طلب فيه فرج عامر من إدارة الزمالك الحصول على 8 مليون جنيه لإتمام الصفقة وهو ما حدث بالفعل لينتقل حامد إلى القلعة البيضاء في صيف 2014.